وقفة أصولية مع سماحة المرجع السيد السيستاني-دامت أيام إفاضاته-(۳):
🖋:الموضوع:
“الموافقة الروحية”
من الأمور المتخذ بها في الشريعة المقدسة خاصةً في الفقه الشريف هي قاعدة الموافقة الروحية التي يتبنى عليها كثير من الإستنباطات و الفتاوى الشرعية.
حيث إنها وضعت محورا و ملاكاً لتصحيح بعض الأخبار و الأحاديث التي ناقصة الدلالة و السندية كخبر الواحد الثقة و ما شابه ذلك.
إختلفت أقوال كبار الطائفة الإمامية في أصل هذه القاعدة.
🔹فذهب بعضهم إلى أن مقتضى قاعدة الموافقة هو تطابق ألفاظ خبر ضعيف السند أو الدلالة مع ألفاظ القرآن الكريم لفظا بلفظ دون وجود أي إختلاف في الألفاظ و عرض الخبر على آية معينة.
و على هذا الأساس لم يقبلوا تسمية القاعدة ب ((الموافقة الروحية)).
💠و ذهب جمع آخر منهم السيد السيستاني-دام ظله-إلى أن القاعدة لا تقتضي تطابق الألفاظ لفظا بلفظ بل مقتضاها هو تطابق الرواية الضعيفة سنداً أو دلالة مع المضمون المستنبط من المصحف الشريف و المبادئ الأساسية الدستورية و غيرها التي تتخذ من الكتاب الشريف.
فسموا القاعدة ب ((الموافقة الروحية)) أي تطابق الرواية مع القرآن مضمونا لا لفظا بلفظ.
و هذا ما يرجح على الرأي الأول .
فمثلاً:
رأي السيد السيستاني-دام ظله- في حجية خبر الواحد هو أن خبر الثقة لم يكن حجة في نفسه بل حجيته متعلقة بوجود المناشئ العقلائية أو المقدمات العقلائية لحصول الوثوق و الإطمئنان بصدور الخبر المروي عن واحد ثقة وغير ثقة.
و الملاك الأساسي هو وجود مقدمة عقلية توجب الأخذ بالخبر المذكور.
إذ إن الفقيه بإمكانه أن يعرض الخبر على كتاب الله عز وجل و يستخدم قاعدة الموافقة الروحية المشار إليها أعلاه و يثبت صحة الخبر المتفحص عليه و القاعدة إحدى المقدمات لدى سماحة السيد المرجع-مد ظله الشريف-.
✔إذاً:
خبر الواحد و أمثال ذلك في الفقه الإسلامي ليس حجة بنفسه بل هو متعلق بعرضه على المناشئ العقلائية.
🌀كثيراً ما إستخدم سماحة السيد هذا المصطلح-المناشئ العقلائية-في فتاواه.
و من يود الإطلاع على التفصيل فليراجع المتتبع المدقق إلى الرافد في علم الأصول مقرراً لمحاضرات سماحة السيد السيستاني-دام ظله-بيد العلامة السيد منير الخباز-أيده الله تعالى-.
والله تعالى العالم.
كتبه الأقل:
ماهر الفرحاني الصيمري.
۳/شعبان المعظم/۱۴۳۷
قم المقدسة