وقفة أصولية مع رأي من آراء سماحة السيد السيستانيّ (دام ظلّه) الأصوليّة:
موضوع علم الأصول
السلام عليكم ورحمة الله وبرکاته.
الحمد للّه ربّ العالمين.
أحبتي الأفاضل؛ كما تعلمون أنه اختلفت كلمة كبار الطائفة حول موضوع علم الأصول.
🔶فذهب بعضهم إلى أن علم الأصول لا موضوع له أساساً كالسيد الخوئي (رحمه الله) والسيد محمد صادق الروحانيّ (دام ظلّه) فاستغنوا عن الإتيان بموضوع لعلم الأصول.
🔶وذهب بعض آخر إلى ضرورة وجود موضوع لعلم الأصول كالسيد السيستانيّ (دام ظلّه) و السيد البروجرديّ (عليه الرحمة) وصاحب الكفاية الآخوند الخراسانيّ (قدّس سرّه) والسید الشهيد محمد باقر الصدر (رحمه الله) والشيخ السبحانيّ (حفظه الله) وغيرهم من الأعلام بناءاً علی ضرورة وجود موضوع لکلّ علم کي یتمایز به عن غیره خلافاً للفئة الأولی القائلة بعدم ضرورة لذلك حیث إن التمایز یمکن تحصیله بأغراض کلّ علم ولا ملزم من کون ما یحصل به التمایز هو العلم.
ثمّ وقع الاختلاف بين من قالوا بوجود موضوع لعلم الأصول. وأنت خبیر بالتفاصیل.
فجاءت المواضيع والتعابير المختلفة يردّ بعضها بعضاً ويُثبت آخر ونحن لا نتطرق إلى التفصيل بل نشير إلى ما أختاره السيد السيستانيّ (دام ظلّه).
🔴ذهب سماحة السيد (مدّ ظلّه) إلى أن موضوعه:
“هو الحجّة في الفقه أو القانون المتعبر حجة في طريق الإستنباط”
.
وأنت غیر خافٍ علیك أن المراد من ((الحجّة)) في هذا التعبير هو ما يحتجّ به المولى على العبد في مجال المنجزيّة وما يحتج العبد على مولاه في مجال المعذريّة.
خلافاً لمن فسّر الحجّة بما كان كاشفاً عن حكم الشارع المقدّس مثل ما صنعه المحقق النائينيّ (عليه الرحمة).
إذن:
الحجّة ما كانت مفيدة لجانبَيْ المعذريّة والمنجزيّة فيما هو دائر بين العبد والمولی.
ولا شكّ أنه بهذا التعبير:
الحجّة تشمل الأدلة المحرِزة النقلیّة منها وغیر النقلیّة سواء اللفظیّة من النقلیة أو غیرها (الكتاب – السنة – الإجماع – العقل) كما تشمل الأصول العملية أیضاً، إذ أنها تعذّر في مجالات وتنجّز في أخرى.
✅و لم نر أجدر وأشمل من هذا التعبير لموضوع علم الأصول وللبحث تفاصیل فليراجع المتتّبع.
✍️: وكتبه الأقل:
ماهرٌ الفرحانيّ الصّيمريّ
۲۲/رجب المرجب/۱۴۳۷
قم المقدّسة