صاحب الجواهر:علم أصول الفقه حرامٌ!!!
السلام علیکم و رحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحیم.
الحمدلله ربّ العالمین.
أحبتي الأفاضل،طلّاب العلوم الدینیّة.
نشر في الآونة الأخیرة مقطع عن رجل یدّعي الدعوة إلی سبیل الحق عبر قناة شیعیّة و لم یخف علی أهل الخبرة حال الرجل.
إدّعی في مقطع من مقاطعه الإفاضیّة أنّ علم أصول الفقه هو علم لم یهتمّ به کبار علماء المذهب قدر ما یهتمّ به المعاصرون و من هؤلاء الکبار هو صاحب کتاب:”جواهر الکلام في شرح شرائع الإسلام” الشیخ الأصوليّ الفقیه محمد حسن النجفي(رضوان الله تعالی علیه)إذ أنّ کتابه أشتهر بقرآن الفقه علماً بما جاء به صاحب الکتاب فیه.
أثار الفتنة-أعني:الرجل المشار إلیه في صدر الحدیث-ضمن کلمة نسب فیها تحریم علم أصول الفقه إلی صاحب الجواهر نقلاً من کتاب”في مدرسة الشیخ بهجت(رحمه الله تعالی)”و قال صاحب الجواهر کان من القائلین بحرمة علم الأصول!!!
فلنر موقف سماحة الشیخ العارف آیة الله محمّد تقي بهجت(رضوان الله علیه) في الكتاب و ستخبرون بما أخفاه المدّعي فيما نسبه إلی صاحب الجواهر.
عندما نراجع کتاب”في مدرسة الشیخ بهجت” و المصدر المتعلّق بالبحث، نری:
الشیخ بهجت(رحمه الله)یشرع بالکلام هکذا:
لم یکن صاحب الجواهر(رحمه الله)یولي إهتماماً بأصول الفقه و کان یقول بلسان الإعتراض: ((شنو هذا؟! هذا حرام!!)).
أیّها الفضلاء من أهل العلم الشخص المدّعي أتی بهذه العبارة و أعرض عن الإتیان بما تفضّل الشیخ البهجت(رحمه الله)في إستمرار ما نقله.
حيث المراجعة إلی المصدر ترشدنا إلی فضیحة الناقل المدّعي.
و أمّا ما علّق علیه الشیخ المرحوم بهجت فهو کما یلي:
“لكنّ المرحوم الشیخ الأنصاري الذي کان یحضر درس صاحب الجواهر کان یقول بأنّه لم یقصد أصولنا.
هذا مع أنّ أصول الشیخ کانت من أکثر الأصول سعةً ، فأصول من کان یقصد إذن؟ً!!
و مع هذا فإنّ صاحب الجواهر(رحمه الله)الذي کان یعترض علی الأصول کان قد أورد في الجواهر ما أثبته الشیخ(رحمه الله)بالدلیل في کتبه الأصولیّة هذا مع أنّ صاحب الجواهر كان متقدّماً زماناً علی عصر الشیخ(رحمه الله).إنتهی.”
(في مدرسة الشیخ بهجت(رحمه الله تعالی)المجلّد۲-الصفحة—۱۴۸- مؤسسة دار المجتبی)
فکما ترون أعزائي الشیخ الأعظم(رحمه الله)الذي هو تلمیذ صاحب الجواهر هو أولی بفهم کلامه لقرب عصره به و ملازمته إیّاه فکیف یصحّ لنا الحکم بقصد الشیخ محمد حسن النجفي(رحمه الله)بينما تلميذه یمنعنا بقرینته عن إنصراف أذهاننا إلی ما نشاء؟!!
و القضاء عند کلّ سلیم العقل و خبیر العلم.
ملاحظةٌ(۱):التعبیر عن علم الأصول ب”بأصول الفقه” یصحّ تسامحاً و تساهلاً و إنّما التعبیر الصحیح عن هذا العلم هو التعبیر ب”علم أصول الدّین”إذ أنّه یزید من یطّلع علیه من العطاء ما یفیده قواعدیّاً و أصولیّاً کما أشار إلی هذا المعنی الشهید السید محمد باقر الصدر(رحمه الله)في الحلقة الأولی من أصوله الشریف.
ملاحظةً(۲):أنصح جمیع إخواني نصیحة أخویّة أن یکونوا علی وعي و إنتباه فیما نحن فیه من عصر حیث إنّه عصر إثارة الفتن و الشبّهات بشتّی طرقها و مختلف أسالیبها کما نبّهنا الباري(جلّ وعلی)في كتابه الحكيم:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين﴾.(الحجرات/۶).
و من الله توفیق الطاعة.
نسألکم الدعاء.
کتبه الأقل:
ماهر الفرحانيّ الصّيمريّ
۸/ذي القعدة الحرام/۱۴۳۷
قمّ المقدّسة