الغایة من خلق الإنسان:
السؤال:
سلام علیکم.
یسعد مسائکم شیخنا:
ما هي فلسفة خلقة الإنسان؟
الجواب:
«بسمه تعالی شأنه»
الحمدلله ربّ العالمین
وعلیکم السلام ورحمة الله وبرکاته.
أمّا الغرض من خلق الإنسان فلا ریب هو الکمال بنفسه والخلقة البشریّة هو طریق الوصول إلی هذا الکمال ولا یحصل الکمال إلّا بمعرفة الإنسان نفسه وبهذه المعرفة تحصل معرفة الباري (جلّ شأنه)، لذلك وردت عندنا أخبارٌ تشیر إلی انحصار معرفة الربّ (تعالت أسمائه) بمعرفة النفس وصحّ ذلك عن الإمام أمیر المؤمنین (علیه السلام) حیث قال:«من عرف نفسه فقد عرف ربّه».
ومن هذا المنطلق فسّر بعض علمائنا الآیة الشریفة :﴿وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ بـ«بل لیعرفون».
فالکمال والسعادة الإلهیّة والصول إلیهما یحصل عن طریق المعرفة النفسیّة التي تُنتج المعرفة الإلهیّة.
ولا یخفی علیك أنّ ذلك غیر قابل الحصول علی نحو السلامة والصحّة إلّا عن طریق أبواب مدرسة أهل البیت (علیهم السلام).
فلا قیمة لتوحید یُأخذ من غیر هذه الأبواب کما لا قیمة لأيّ مبدأ معرفيّ عقائديّ یُقتبس من غیر هذه المدرسة القدّیسة الشریفة.