💠 رأي سماحة آية الله السيد علي السيستانيّ (دامت أيام فيضه) بخصوص تدخّل رجال الدّين في الأمور السياسيّة 💠
✍: بقلم: ماهر الفرحانيّ الصّيمريّ.
بسم الله الرحمن الرحيم.
والحمد لله ربّ العالمين.
شاهدنا في الآونة الأخيرة انتشار رسائل في مواقع التواصل الاجتماعيّ متضمنّةً لآراء منسوبة إلى سماحة آية الله السيد علي الحسينيّ السيستانيّ (متّع الله ذوي التشرّع بإفاضاته) بخصوص تدخّل رجال الدين وعلماء الشريعة في الأمور السياسيّة والإداريّة والإجرائيّة واستنكار ذلك من قِبل سماحته (أدامه الله تعالى) ثُمّ رأينا تكثّر الأسئلة بهذا الخصوص وتكذيبات قد صدرت من هنا وهناك.
فبناءاً على ذلك رأينا من الجدير الوقوفَ على بِضع ملاحظات تفيد من قصد الاطّلاع على واقع الأمر؛ والله المستعان.
۱⃣ الملاحظة الأولى:
من اطّلع بعد التتبّع على آراء سماحة السيد السيستانيّ (حفظه الله) فإنه يجد أنّ سماحته قد بيّن معتقده بخصوص تدخّل رجال الدين وطلاب العلوم الدينيّة سيّما وكلائه المحترمين وارتأى الاستبعاد لهم من هذه الأجواء إن كانوا قد دنوا منها أو عنها إن كانوا غير داخلين فيها وأكّد على أن وظيفة رجل الدين إنما هو النصح والإرشاد إلى الضوابط الدينيّة والمفترضات الشرعيّة والمبادئ الأخلاقيّة فقط.
وأمّا تكلّف ذلك بأنفسهم فإن سماحة السيد (مدّ ظلّه) لا يرى شيئاً من ذلك أصلاً.
وقد صرّح بما ذكرنا ضمن إجابات على بعض استفتاءات في كتاب 《النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستانيّ (دام ظلّه) في المسألة العراقيّة》 بتحرير الموفّق الحاج حامد الخفّاف (أيّده الله تعالى) -وكيل سماحة السيد (أبقاه الله تعالى) في لبنان- بعنوان الوثائق في مواضع شتّى منها؛ صفحة ٣٠٨ وصفحة ٣٠٩. فراجع.
📝: فإليك نصّ بعض إجابات المرجعيّة مثالاً لما بينّاه:
🔹: سماحة السيد (حفظه الله) لا يطلب موقعاً في الحكم والسلطة ويرى ضرورة ابتعاد علماء الدين عن مواقع المسؤوليات الإداريّة والتنفيذيّة.
🔹: سماحة السيد (مدّ ظلّه) لا يرتأي تدخّل المرجعيّة وممثليها في الشؤون الإداريّة.
🔹: سماحته ليس معنياً بتصدّي الحوزة العلميّة لممارسة للعمل السياسيّ فإنه يرتأي لعلماء الدين أن ينأوا بأنفسهم عن هذا المجال، ولكن هذا لايمنع من قيامهم بإسداء النصح والتوجيه للناس وإرشادهم..إلخ.
🔹: أنها [المرجعيّة] ترتأي لعلماء الدين أن ينأوا بأنفسهم عن تسلّم المناصب الحكوميّة. انتهى.
(علماً: أن جميع ذلك مختوم بختم مكتب سماحة السيد (دام ظلّه) في النجف الأشرف)
فقد عرفت بعد ذلك كلّه أنْ ليس ما انتشر أخيراً من استدانة سماحته تدخّلَ رجال الشريعة وذوي الدراسة الحوزويّة والمتلبّسين بلباس الدّين بجديد بل هو معهود من سماحته (حفظه الله تعالى) ومعروف بين المطّلعين على مبانيه وآرائه السياسيّة والفقهيّة بشكل عامّ.
۲⃣: الملاحظة الثانية:
أن التكذيبات الصادرة والتعاليق الواردة على المنشور الأخير المنسوب إلى سماحة السيد (دام فيضُه) لا صحة لها أساساً إلّا ما كانت مختومة بختمه أو ختم مكتب سماحته في النجف الأشرف فحسب.
وذلك صريح وثيقة مكتب السيد (حفظه الله) التي أصدرها في تأريخ ٢٨ من شهر ذي الحجة الحرام عام ١٤٢٥ الهجريّ القمريّ. وإليك نصّ الوثيقة:
🔹: ونؤكد -كما أكدنا مراراً- من أنه لا يعبّر عن آراء سماحة السيد في العمليّة السياسيّة إلّا ما يصدر عن مكتبه في النجف الأشرف حاملاً لختمه وإمضائه. انتهى.
فلا ينبغي الإصغاء لقول من لا تحصيل له ولا معرفة بحقيقة الأمور وأصلاب المواضيع. والله الهادي.
۳⃣: الملاحظة الثالثة:
هذه ما كانت نصيحة سماحة آية الله السيد السيستانيّ (دام ظلّه الوارف) إلى علماء الدين ورجال الحوزة العلميّة بصورة عامة فمن شاء فليسلك ما أرشد إليه سماحة السيد (مدّ ظلّه) عملاً بمحبوبيّة الاتخاذ بنصائح أعمدة الطائفة لدى المولى صاحب العصر (روحي لتراب مقدمه الفداء) برجاء النجاة ومن شاء فليتخذ طريقه الذي وصل إلى كونه هو الصواب الناشيء من قطعه أو خبرته في الأمور السياسيّة والحكوميّة فهو مأجور إن شاء الله تعالى إن لم يكن مُخطئاً.
وكلٌّ يعمل على شاكلته. والله المسدّد.
ولا يخفى على المدقّق؛ أن النصيحة على وكلائه وممثليه إنما هي على نحو العزيمة لا الرخصة. فتأمّلْ.
والحمد لله أوّلاً وآخِراً.
✍: وكتبه المفتقر إلى رحمة ربّه:
مَاْهِرٌ الْفَرْحَاْنِيُّ الْصَيْمَرِيُّ
٠٩/شعبان المعظّم/١٤٤٠
قُمِ الْمُقَدَّسَةَ