تعمّد الکذب علی الله ورسوله وعلی أهل البیت (علیهم السلام) حال الصوم:
بسم الله الرحمن الرحیم.
الحمدللّه ربّ العالمین.
من مفطرات الصوم للصائم هو تعمّد الکذب علی الله ورسوله وعلی أهل البیت (علیهم السلام) حالَ الصيام.
سنبحث في هذا المجال على سبيل الاختصار فیما یتعلق بهذه المسألة. إن شاء الحق تعالی.
ولا يخفى عليكم؛ أنّ سماحة السید السیستاني (متعنا الله بفيضه) بنى المفطریة في هذا المبطل علی الاحتیاط اللوجوبيّ.
ثمّ أنّ مجال مفطریة تعمّد الکذب یشمل فیما لو کان ذلك الکذب متعلقاً بأمور الدنیا أو أمور الدین. سواء کان بنحو الإخبار أو بنحو الفتوی علی نحو الاستناد إلیهم لا بنحو إبداء المفتي رأیه أو نظره – وهذا استثناء منه في خصوص هذه المسالة – من غیر فرق بین أن یکون بالقول أو الکتابة أو الکنایة أو غیرها ممّا یصدق علیه الکذب علیهم.
وإليك عدة ملاحظات وهي كالآتي:
🔶الملاحظة (۱):
هذه الفتوی تشمل الرسائل النصیّة فی الجهازات الحديثة والخدمات الموجودة علیها کخدمة الواتساب وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعيّ، فعلی الکلّ أن یسلكوا طریق الاحتیاط فی نشر الأقوال المکذوبة على نحو الاسناد إلی الله تعالی أو إلی أهل البیت (علیهم السلام) ومنها الآيات المكتوبة غلطاً والأخبار المنسوبة إلى آل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين) الفاقدة للصحة والعلومة الكذب.
ولا فرق في ذلك بین أن یکون الکذب مجعولاً أو جعله غیره وهو أخبر به مستنداً إلیه.
🔶الملاحظة (۲):
لا یبطل الصوم إذا کان القول الکذب علی وجه نقل القول والحکایة عن کتابٍ ما أو عن شخص فلا یکون مبطلاً في هذا المجال.
بقي هنا شيء وهو:
أن سماحة السید السیستانی (حفظه الله) لا یری إلحاق باقی الأنبیاء والأوصیاء بنبیّنا (صلّی الله علیه وعلى آله وسلّم) ولا وبآله ولا إلحاق سیدتنا فاطمة الزهراء (سلام الله علیها) بهم فعلیه لا یکون الصوم باطلاً إن فعل شخص ذلك وإن كان عاصياً فی نفس الوقت غير أن صرف اشتمال الفعل على المعصية لا يستلزم البطلان.
🔶الملاحظة (۳):
الکذب علی الفقهاء والمجتهدین والرواة وإن کان حراماً لكنه لا یوجب بطلان الصوم إلا إذا رجع إلی الکذب علی الله ورسوله (صلّی الله علیه وعلى آله وسلّم).
وكتبه الفقير إلي رحمة ربه:
ماهرٌ الفرحانيّ الصّيمريّ
۲۰/رمضان المبارك/۱۴۳۵